الاتجاهات العالمية للطاقة المتجددة من خلال تنافسية التكلفة (بالتطبيق على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تميّز تاريخ الاستهلاك العالمي للطاقة، لفترة طويلة، بهيمنة الوقود الواحد – فكان أولَا الخشب ومن ثمّ الفحم وبعد ذلك النفط. ولطالما ترافق ذلك مع تغيير القوى الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية لمزيج الطاقة، وغالبًا بطرق لا يمكن التنبؤ بها حيث أنها دفعت عملية الانتقال من وقود مهيمن إلى آخر. أما اليوم، فيتمتّع مزيج الوقود في العالم بتنوّع أكبر بكثير.

وإذا ما نظرنا إلى السابق، نجد أن الفحم قد حيّد جانبًا طاقة تقليدية "متجددة" (الخشب) في تغذيته الثورة الاقتصادية في القرن التاسع عشر. ولم تنتهِ هيمنته إلى أن دخل النفط إلى الصورة؟ كاد اختراع المصباح الكهربائي، المستخدم في الأصل لأغراض طبية ، أن يجعل من النفط مصدرًا مهملًا إلى أن جاءت تكنولوجيا تخريبية كبرى، وهي تستمر بتعريف المجتمعات الحديثة حتى يومنا هذا – ألا وهي محرك الاحتراق الداخلي. وفي الوقت ذاته، اكتسب النفط أهمية استراتيجية، فقد أمر ونستون تشرشل، في العام 1913، ومن بعده لورد الأميرالية، الأسطول البريطاني باستخدام النفط عوضًا عن الفحم.
و بدأت أشكال مختلفة من الطاقة المتجددة – ومعظمها من الرياح والطاقة الشمسية – باحتلال مراكز الصدارة في سياسات الطاقة في الكثير من البلدان (ومعظمها من البلدان الثرية)، ذلك إضافة إلى أحد مصادر الطاقة المتجددة الأقدم في العالم وهي الطاقة الكهرومائية.
أما اليوم، فيبدو مزيج الطاقة الأولية عالميًا أكثر تنوعًا وألوانًا، إلا أنّ هيمنة الوقود الأحفوري ما زالت أكثر سمة بارزة فيها. حيث لا يزال الوقود الأحفوري يمثل أكثر من 80 في المائة من إنتاج الطاقة العالمي، لكن مصادر الطاقة الأنظف تزداد قوة. حوالي 29 بالمائة من الكهرباء تأتي حاليًا من مصادر متجددة وبالأخص من طاقتي (الشمس والرياح) .

الكلمات الرئيسية